-->

آخر المواضيع

جاري التحميل ...

لام الابتداء


لام الابتداء



لام الابتداء الشائع في الاستعمال النحوي أن لام الابتداء تدخل على اسم (إنّ) ، نحو: 
( إنّ في السماء لخبراً، وإنّ في الأرض لعِبَراً) وعلى خبرها نحو: ( إنّ الحقَّ لمنصورٌ ) وعلى معمول خبرها نحو: ( إنّه للخير يفعلُ) وعلى ضمير الفصل نحو: ( إنّ المجتهدَ لهو الفائز) 
وشروط ما تصحبه لام التوكيد هي: 
(1 يشترط في دخولها على اسم(إنّ) أن تقع بعد ظرف أو جار ومجرور يتعلقان بخبرها المحذوف نحو:(إنّ عندك لعلما كثيرا،وإنّ لك لخُلقا كريما) ،فإن وقع قبلهما لم يجز اقترانه باللام فلا يقال مثلا: ( إنّ لعلما عندك، وإنّ لخلقا كريما لك)، لأنه حينئذٍ يقترن مؤكدان معا على الاسم ( علما، و خلقا) وهما( إنّ التي تفيد التوكيد ولام التوكيد أيضا) ولذلك لا يصح دخول اللام هنا في حين يصح ذلك مع تأخر الاسم.
2 ) يشترط في دخولها على الخبر أن لا يقترن بأداة شرط أو نفي، وأن لا يكون ماضيا متصرفا مجردا من ( قد) فإن كان الخبر واحدا منها لم يجز دخول هذه اللام عليه . فمثال المستكمل للشروط قوله تعالى: (( إنّ ربي لسميع الدعاء)) 
و(( إنّ ربّكَ ليعلمُ)) و (( إنّا نحن نحيي الموتى)).
ومتى استوفى خبر ( إنّ) شروط اقترانه بلام التوكيد جاء دخولها عليه، لا فرق أن يكون مفردا نحو: ( إنّ الحقَّ منصورٌ) أو جملة اسمية نحو: ( إنَّ الحقَّ لصوتٌه مرتفعٌ) أو جملة فعلية فعلها مضارع نحو قوله تعالى: (( إنّ ربَّكَ ليحكمُ بينهم)) أو جملة فعلية فعلها ماضٍ جامد نحو: ( إنّكَ لنعمَ الأخ)) أو متصرف مقترن بقد نحو: ( إنّ النصر لقد اقتربَ)
وإذا حُذف الخبر جاز دخول هذه اللام على الظرف أو الجار والمجرور المتعلقين به نحو: ( إنّ أخاك لعندي، و إنّ أباك لفي الدار ) ومنه قوله تعالى: (( وإنّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم ٌ)
(3 يشترط في دخولها على مفعول الخبر شرطان ، الأول : أن يتوسط بين اسمها وخبرها . والثاني: أن يكون الخبر مما يصلح لدخول هذه اللام عليه نحو: إنّ سعيدا لفي حاجتك مجتهد ،وإنّه ليوم الجمعة آتٍ، وإنه لأمرك يطيعُ . 
(4 أما ضمير الفصل فلا يشترط في دخولها عليه شيء كقوله تعالى: (( إنّ هذا لهو القصص الحقُّ))
 وضمير الفصل : هو ما يؤتى به بين المبتدأ والخبر أو بين ما أصله مبتدأ وخبر للدلالة على انه خبر لا صفة وهو يفيد تأكيد اتصاف المسند إليه بالمسند ن وهو حرف لا محل له من الإعراب على الأصح من أقوال النحويين وصورته صورة الضمائر المنفصلة وهو يتصرف تصرفها بحسب المسند إليه إلا انه ليس من الضمائر. وسمي ضمير فصل لأنه يؤتى به بين ما هو خبر وما هو صفة ،لأنك إذا قلتَ: ( إنّ سعيدا المجتهد) جاز أنك تريد الإخبار عن اجتهاد سعيد فيكون مرفوعا، وجاز انك تريد النعت ، والخبر منتظر بعد فيكون منصوبا،فإذا دخل ضمير الفصل بينهما فقلنا: إن سعيدا هو المجتهد، تبين أن مرادك الإخبار لا الصفة. 
ثم إن دخوله بين المبتدأ والخبر المنسوخين بـ( كان، و ظنّ) تابع لدخوله بينهما قبل النسخ نحو: ( كان عليّ هو الخطيب، وظننتُ عبد الله هو الكاتب)
و تسمى هذه اللام أيضا بلام الابتداء ، وهي تدخل في ثلاثة مواضع:
الأول: في باب المبتدأ، وذلك في صورتين:
الأولى: أن تدخل على المبتدأ والمبتدأ متقدم على الخبر كقوله تعالى: (( لأنتم أشدُّ رهبةً في صدورهم)) الثانية: أن تدخل على الخبر بشرط ان يتقدم على المبتدأ نحو: ( لمجتهدٌ أنت)
الموضع الثاني: أن تدخل في باب إنّ المكسورة ، وقد سبق ذكر مواضع دخولها 
الموضع الثالث: في غير بابي المبتدأ و إنّ. وذلك في ثلاث مسائل:

1ـ الماضي المتصرف المقرون بقد نحو قوله تعالى: (( لقد كان في يوسفَ وإخوتِه ))
2ـ الفعل الماضي الجامد نحو قوله تعالى:(( لبئس ما كانوا يعملون))
3ـ الفعل المضارع نحو: لتجتهد في الدرس أكثر.
أما الفائدة من دخولها فتتمثل في:
أ‌- توكيد مضمون الجملة المثبتة، ولذا تمتنع هذه اللام من الدخول على الجملة المنفية لفظا أو معنى نحو: انك لا تكذب ، وانك لو اجتهدت لأكرمتك ، وانه لولا إهمالك لفزتَ، فالاجتهاد والإكرام منتفيان بعد لو ، والفوز وحده منتفٍ بعد لولا.
ب‌- تخليص الخبر للحال لذلك كان المضارع بعدها خالصا للزمان الحاضر بعد أن كان محتملا للحال والاستقبال. وهذا ما يفسر اقتران الماضي معها بقد نحو إن الحق لقد انتصر . ويفسر اقتران الفعل الجامد كذلك بقد نحو (( لبئس ما كانوا يعملون )) لأن الجامد لا زمن له ، وقد تقرب الفعل لا إلى زمن الحال ، ودليل ذلك قول المؤذن ( قد قامت الصلاة) لقوم ينتظرون إقامتها.
دخول لام التوكيد على خبر أخوات إنّ :
لا تدخل هذه اللام على أخوات إنّ في المشهور من كلام العرب ، فلا نقول: لعلّ زيداً لقائمٌ، لأن هذه اللام للتوكيد ومعاني هذه الأحرف لا تناسب ذلك ، فلعلّ مثلا لأمر مرجو وقوعه ولم يقع بعد فلا تناسبه اللام.
ولكن الكوفيين أجازوا دخولها في خبر( لكنّ) في قول الشاعر:
يلوموني في حُبِّ ليلى عواذلي ولكنّني من حُبّها لعميدُ
أما البصريون فلا يعتدون بهذا البيت لأنه شاذ لا يعرف قائله فلا يقاس عليه ، أو أن هذه اللام زائدة وليست لام الابتداء وقد شذت زيادتها هنا كما شذت زيادتها في خبر أمسى) من أخوات كان، في قول الشاعر:
مروا عَجالى فقالوا كيف سيّدُكم؟ فقال مَن سألوا أمسى لمجهودا 
و شذت أيضا في خبر المبتدأ في نحو:
أمُّ الحُلَيسِ لعجوزٌ شَهْرَبةْ  ترضى من اللحمِ بعظمِ الرَّقَبةْ






التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا